أخبار وتقارير

تمرد في اللواء الثاني حرس جمهوري بلودر وقيادة اللجان

 

في أول تداعيات القرار الجمهوري القاضي بفصل ألوية عسكرية عن الحرس والفرقة ودمجها في الجيش تمهيداً لإعادة هيكلته، شهد اللواء الثاني مشاة جبلي (حرس جمهوري) بلودر، أمس، تمرداً عسكرياً؛ انسحبت بفعله قوات اللواء من نقاطها في مناطق جحين وأمصرة وأمعين، ومنطقة الكهرباء، وتركت كل أسلحتها الثقيلة في تصرف قوات من اللجان الشعبية هناك، فيما سمع إطلاق نار، وسادت حالة من الشغب داخل قيادة اللواء.

وقال لـ”الأولى” مصدر محلي بلودر إن السكان فوجئوا بسماعهم عند ساعات الصباح الأولى إطلاق نار داخل قيادة اللواء الثاني مشاة جبلي، ثم اندلاع حالة شغب داخل اللواء، بعد تمرد قاده حوالي 300 جندي يقولون إنهم يعارضون قرار الرئيس هادي بنقل تبعية لوائهم من قيادة الحرس إلى قيادة المنطقة الجنوبية، وقد تبادل هؤلاء إطلاق النار مع زملائهم غير المحتجين.

وأضاف المصدر أن قوات من اللجان الشعبية هرعت إلى المكان، وأعادت انتشارها وتمركزها تحسباً لأي تطورات. وأردف أن قيادات اللجان دخلت اللواء، وعقدت لقاءات مع القادة والجنود المحتجين.

وأوضح المصدر أن قيادات اللجان الشعبية عقدت اتفاقاً داخل اللواء وعلى أساسه أعطت الموافقة لأي جندي محتج بمغادرة المنطقة، ما لم يخالف ذلك قوانين اللواء، وأن يغادر بسلاحه الشخصي فقط، وحتى كتابة الخبر لاتزال الأحداث في اللواء تشهد حالة من الغموض، خاصة مع دخول قوات عسكرية إليه كانت ترابط في وقت سابق في نقاط عسكرية مجاورة.

من جهة ثانية فإن قوات عسكرية قال مصدر مطلع إنها تابعة للواء العاشر حرس جمهوري، غادرت مواقعها في نقاط أمنية في منطقة أمصرة وجحين وأمعين، كما غادرت قوات أخرى منطقة الكهرباء، وتركت كامل معداتها العسكرية الثقيلة بحوزة قوات من اللجان الشعبية.

وتتضمن هذه الأسلحة، مصفحات ودبابات، وأطقماً عسكرية، وهو ما جعل اللجان الشعبية تعلن حالة التعبئة في صفوفها، وإعادة انتشارها وتمركزها على مداخل في المدينة، وتعزيز النقاط التي غادرتها قوات الحرس الجمهوري، تحسباً لوقوع هذه الأسلحة في يد عناصر من “أنصار الشريعة”.

وقال لـ”الأولى” علي عيدة أحد قيادات اللجان الشعبية بلودر إنهم تفاجؤوا صباح أمس بانسحاب أعداد كبيرة من الجنود المتواجدين في منطقة العراقيب والتي كانت سابقاً مخيماً للاجئين الصوماليين في منطقة جحين.

وأضاف: “وعندها هرعت قوات من اللجان الشعبية التي تقوم بالمناوبة في النهار إلى المكان، ووجدت عدداً كبيراً من الجنود على سيارات تابعة للجيش ومدنية (مصدر آخر قال إنها سيارات لاندكروزر كبيرة تابعة للجيش، وأطقم)، وأنها في طريقها إلى مدينة لودر بعد مغادرة مواقعها.

وأوضح عيدة أن قوات اللجان قامت بالتحفظ على الجنود، وتم سؤالهم، لماذا انسحبوا؟! فقالوا إنهم “غادروا لأنهم معترضون على القرارات التي صدرت من القيادة بنقل اللواء الثاني إلى قيادة المنطقة الجنوبية، وأبدوا استياءهم منها”.

وأشار عيدة إلى أن قوات اللجان اضطرت إلى مرافقتهم بسياراتهم، وأوصلوهم إلى موقع قيادة اللواء المتواجدة في شمال مدينة لودر خوفاً من تداعيات بينهم وبين جنود مؤيدين لقرارات الرئيس هادي، وأنه “وبعد الجلوس مع قيادة اللجان الشعبية وزيارة الموقع الذي انسحبوا منه في جحين أعطت اللجان الشعبية أوامر بحماية المعدات الثقيلة التي تركوها وراءهم من عربات وأطقم عسكرية في المنطقة والمناطق المجاورة لها”.

وتابع عيدة أن هناك مجموعة صغيرة من الجنود لم تنسحب، لكن الأغلبية انسحبت، وأنهم عززوا النقاط بأفراد من اللجان الشعبية من مناطق أخرى لتأمين المواقع وأنهم أطمأنوا لعدم وقوع السلاح في أياد أخرى معادية.

واستطرد عيدة: أن قيادة اللجان الشعبية وجهت رسالة إلى قيادة اللواء مفادها “أن هذا العمل غير صحيح ويخل بالدستور والقانون، ونحن تعودنا أن قوات اللواء الثاني عند المسؤولية وهي قوات تأخذ أوامرها من وزارة الدفاع وهي تخدم الوطن ولاتخدم أشخاصاً”.

وطالبت اللجان بـ”إعادة الجنود إلى مواقعهم والتزامهم بالقيام بالمهام الموكلة إليهم بحسب الاتفاق بين قوات اللجان الشعبية وقيادة اللواء الثاني مشاة جبلي”.

وقال عيدة إنه وبعد حوار طويل في قيادة اللواء هدأ الموقف واتفق الطرفان على “أن الجندي الذي يكسر الأوامر العسكرية فإن عليه إذا لم يعد لموقعه ولم تتخذ ضده الإجراءات القانونية، وأراد أن يغادر المدينة فعليه أن يغادر بسلاحه الشخصي فقط، ونحن مع القيادة في إجراءات تحافظ على الأمن والاستقرار”.

وأبدى عيدة تأييد ومباركة اللجان لأي قرارات سياسية صادرة من قبل رئيس الجمهورية “تخدم مصلحة الوطن والمواطن، وننكر أي أعمال تخل بالأمن والسكينة العامة وتعرض الترسانة العسكرية للواء الثاني مشاة للاستخدام الخاطئ أو التصرف بها لصالح قوات خارجة عن القانون، نحن نرفض ذلك”.

ونوه إلى أنه وإلى بعد صلاة العشاء لم يعد الجنود المحتجون إلى مواقعهم، ” بعض الجنود موجود في ثكناتهم، الجنود الذين يتمتعون بالولاء للوطن”.

وأختتم عيدة حديثه: “نحن نشد أيدينا على يد وزير الدفاع لاتخاذ الإجراءات الرادعة لمثل هؤلاء كما تعودنا سابقاً في مثل هذه المواقف، ولودر آمنة لوجود أبنائها ورجالها تحت قيادة اللجان الشعبية لملتقى شباب لودر”.

يذكر أن الرئيس هادي كان قد أصدر أمس قرارات جمهورية قضت بنقل ودمج 8 ألوية عسكرية تابعة للحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع ومناطق عسكرية أخرى، ومن بينها إلحاق اللواء الثاني مشاة جبلي وقائده العميد الركن صالح السنيدي بقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية محور لودر.

المصدر صحيفة "الأولى"

زر الذهاب إلى الأعلى